تلخيص كتاب مسلكيات لابراهيم السكران
1. جسر التعب
"جسر التعب" هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى أن الإنجاز والتفوق في مختلف مجالات الحياة، سواء العلمية أو الدعوية أو المهنية، لا يتحققان إلا من خلال التحمل والمثابرة والجهد. فالخطط الكبيرة والأحلام العظيمة تتطلب من الإنسان مواجهة التحديات والصعوبات، والتضحية بالراحة والرفاهية للوصول إلى النجاح.
ويجب التأكيد على أن التقدم في أي مجال يحتاج إلى الجدية والتفاني. وقد أشار الكاتب إلى أمثلة من العلماء والدعاة الذين قدموا تضحيات كبيرة للوصول إلى مراتب عالية في العلم والدعوة.
خلاصة جسر التعب" هو الوسيلة التي يتعين على كل من يسعى لتحقيق طموحات كبيرة أن يعبره، لأن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالعمل الجاد والمثابرة، و"الكمالات الإنسانية" لا تُنال إلا بعد مشقة.
شهادة الإمام مسلم في "صحيحه
- جاء في الحديث عن الإمام يحيى بن أبي كثير: "لا يُستطاع العلم براحة الجسم". وضع الإمام مسلم هذا الأثر بين أحاديث الصلاة ليشير إلى أنه لا يمكن تحقيق العلم والتقدم دون مشقة وتعب.
قول ابن القيم في "مفتاح دار السعادة
- "الكمالات كلها لا تُنال إلا بحظ من المشقة، ولا يُعبر إليها إلا على جسر من التعب". يعكس هذا القول الفكرة الأساسية بأن الوصول إلى الأهداف العليا يتطلب مواجهة المشاق.
قول ابن القيم في "بدائع الفوائد"
- "هيهات ما وصل القوم إلى المنزل إلا بعد مواصلة السرى، ولا عبروا إلى مقر الراحة إلا على جسر التعب". هذه العبارة تؤكد نفس الفكرة حول ضرورة المكابدة للوصول إلى الغايات.
شهادة إبراهيم الحربي
- "أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يُدرك بالنعيم". هذه العبارة تشير إلى إجماع الأمم على أن الراحة والسعادة لا تتحقق بدون تعب وجهد.
استشهاد ابن تيمية
- "لذات الدنيا لا تُنال غالباً إلا بنوع من التعب". يشير ابن تيمية هنا إلى أن حتى الملذات الدنيوية تتطلب مجهوداً للوصول إليها.
الآيات القرآنية
- {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 16-17].
- {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ} [الواقعة: 45].
هذه الآيات تقارن بين قلة نوم أهل الجنة بسبب عبادتهم واسترسال أهل النار في الراحة.
2. مأزق المترقب
"المترقب" هو الشخص الذي يظل في حالة انتظار وترقب دون أن يبادر باتخاذ خطوات فعلية نحو تحقيق أحلامه وطموحاته.
حالة المترقب والجمود
- المترقب يكتفي بالمشاهدة والتفاعل السطحي مع مشروعات الآخرين دون أن يكون له أي مشاركة فعلية فيها. فهو قد يعرف المشاريع الدعوية والثقافية والحقوقية جيدًا، وقد يكون يتواصل مع بعض القائمين عليها، بل وقد يكون لديه علاقات جيدة معهم. ومع ذلك، لم يتجاوز دور المتفرج ولم يبدأ أي خطوة فعلية لتحقيق أحلامه.
إشكالية "ترحيل المهام"
من أخطر المشاكل التي يواجهها المترقب هي مشكلة "ترحيل المهام". اذ يؤجل بدء مشاريعه العلمية أو العملية في كل مرحلة من مراحل حياته، بدءًا من المرحلة الثانوية إلى الجامعية ثم إلى مرحلة العمل والأسرة، مبررا ذلك بالانشغال أو قلة الموارد الحالية، ومنتظرت الظروف الملائمة التي لا تأتي ابدا. هذا التأجيل المستمر يؤدي إلى تفويت "الموسم الذهبي" للإنتاج، حيث يصبح المترقب خارج إطار الزمن المثالي للإبداع والتحصيل.
- هذا التأجيل هو نوع من الخسارة، حيث يُفقد المترقب أهم فرص الحياة وأوقات التحصيل المثلى. يشبه المترقب بالمزارع الذي يفوت موسم الزرع الأمثل، فيجد نفسه في نهاية المطاف قد أضاع فرصًا ثمينة لا تعوض.
أزمة الترقب والتفرج
يستشهد السكران بالآية {وَالْعَصْرِ} [العصر:1]، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» (رواه البخاري) ليؤكد على قيمة الزمن وأهمية استغلاله. يعتبر أن المترقب يعيش في أزمة تتمثل في إهدار هذا الرصيد الزمني في الترقب والتفرج بدلاً من الاستفادة منه في تحقيق إنجازات فعلية.
- حالة "السبهللة": يقارن السكران حالة المترقب بحالة "السبهللة" التي وصفها عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: "إني أكره الرجل يمشي سبهللا، لا في أمر الدنيا، ولا في أمر الآخرة". يربط السكران بين الترقب والفراغ وبين فقدان الهدف أو الغاية في الحياة، مما يؤدي إلى تضييع العمر في أمور لا فائدة منها.
التقطع وانصاف المشروعات
- **مشكلة "التقطع"**: يوضح الكاتب أن من مشاكل المترقب أنه يشرع في مشروعات لكنه لا يكملها. هذا النمط من الترحل في أنصاف المشروعات يضيع الوقت والجهد بلا نتائج ملموسة. يشير السكران إلى أهمية الاستمرار في العمل وعدم التشتت، مستشهدًا بحكمة الشيخ ابن عثيمين الذي قال: "من ابتدأ بعمل وارتاح له فليستمر عليه، فمن بورك له في شيء فليلزمه".
أثير شبكات التواصل الاجتماعي
- **التأثر السلبي بشبكات التواصل**: يتناول السكران كيف أن انخراط المترقب في متابعة الجدل والنقاشات على شبكات التواصل الاجتماعي يؤثر سلبًا على ذوقه وقدراته الذهنية. يلاحظ أن كثرة التعرض للتلفظات السوقية والمخاشنات الحوارية على تلك الشبكات تضعف الذوق وتدمر تلك الروح الجمالية التي كانت تلهم المترقب سابقًا.
- **الخطر الخفي**: يؤكد السكران أن هذا التأثر قد يحدث دون أن يشعر المترقب. حتى لو لم يكن مقتنعًا بما يقرأ، فإن التكرار وكثرة التعرض لهذا النمط من المحتوى يؤديان إلى تأثير سلبي غير واعٍ.
6. تشبيه القدرات الذهنية بالقدرات البدنية
- **قانون "اللياقة"**: يشبه السكران القدرات الذهنية بالقدرات البدنية، مشيرًا إلى أن العقل مثل العضلات، إذا لم يتمرن ويمارس التفكير العميق والتحليل الدقيق، فإنه يضعف ويترهل. يعتبر أن قراءة التغريدات السطحية والمحتوى السريع على شبكات التواصل يشبه تناول "الوجبات السريعة" التي تضر بالصحة الجسدية.
- **رياضة الذهن**: يستشهد السكران بأقوال ابن تيمية حول أهمية رياضة الذهن وتمرينه من خلال العلوم الدقيقة والمعرفة العميقة. يشير إلى أن القدرة على التفكير العميق تتدهور مع الوقت إذا لم يتم تمرين العقل بشكل منتظم.
7. دعوة للتغيير والانخراط في المشروعات
- دعوة للانطلاق: في ختام المقال، يقدم السكران نصيحة صادقة للمترقب بضرورة التوقف عن نمط الحياة الحالي وتغيير طريقة التفكير. يحثه على البدء فورًا في تنفيذ مشاريعه وأحلامه دون انتظار، ويؤكد على أهمية استغلال الوقت وعدم إهداره في الترقب والتفرج.
- التحول من المشاهدة إلى الإنتاج: يشدد السكران على أن الوقت قد حان للمترقب لكي يتحول من مجرد مشاهد إلى منتج، وأن عليه أن يبدأ الآن دون تأجيل. يختتم المقال بالدعاء للمترقب بأن يوفقه الله في تحقيق إنجازاته العلمية والعملية.
الخلاصة:
الفصل الثاني من المقال يقدم نقدًا عميقًا لحالة "المترقب" الذي يضيع عمره في الترقب والتفرج دون أن يشارك فعليًا في الحياة. يوضح السكران كيف أن هذه الحالة تؤدي إلى إهدار الفرص والزمن، ويدعو إلى التوقف عن هذا السلوك وتغيير نمط الحياة ليصبح الإنسان فاعلاً ومنتجًا في مجتمعه وحياته الشخصية
.
3. إلباس العجز جبّة الحكمة
1. تفاوت القدرات والإمكانات
الكاتب يبدأ بالحديث عن الفروق الفردية بين الناس، حيث خلق الله النفوس متفاوتة في الاستعدادات والقدرات. هذه التفاوتات تؤدي إلى تحديات في مجال العلم والدعوة، خصوصًا عند محاولة الجمع بين العلم الشرعي والثقافة المعاصرة.
2. **شعب الإيمان وأبوابها**
يتناول الكاتب مفهوم "شعب الإيمان" وكيف أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن للجنة أبوابًا تمثل مختلف الأعمال الصالحة. ويستعرض جهود العلماء مثل البيهقي الذي ألف موسوعات حول هذا الموضوع، مما يعكس مدى تنوع الأعمال التي يمكن أن يتنافس فيها أهل الإيمان.
3. إلباس العجز جبّة الحكمة
يستعرض الكاتب ظاهرة إلباس العجز جبّة الحكمة، حيث يميل البعض إلى تبرير تقاعسهم أو عدم قدرتهم على اتخاذ مواقف معينة بتسميات مثل "الحكمة". يوضح كيف أن بعض الدعاة قد يشعرون بالإحباط عند مواجهة واقع صعب، فيلجأون إلى انتقاد الآخرين بدلاً من الاعتراف بعجزهم.
4. حفظ العلم
الكاتب يبرز أهمية حفظ العلم ويشدد على أنه ليس مجرد حفظ المتون بل يشمل جميع جوانب المعرفة، مثل:
- حفظ القرآن والحديث.
- فهم معاني اللغة والألفاظ.
- استيعاب تاريخ العلوم والمذاهب.
ويشير إلى ضرورة التحفيز بين طلاب العلم، من خلال الاعتراف بأهمية الحفظ كوسيلة لدعم الفهم والتأصيل العلمي.
لا يمتلك العلم إلى من خلال حفظه، ثم فهمه، ثم تعليمه.
5. سعة الاطلاع وأثرها
يسلط الضوء على أهمية الاطلاع الواسع، ويشدد على أن مجرد اقتناء الكتب لا يكفي، بل يجب أن يكون هناك استغلال فعّال لهذه المصادر. يحذر من أن الإخفاق في الاستفادة من المعرفة قد يؤدي إلى الشعور بعدم الجدوى، ويحث على ضرورة التفاعل مع المحتوى المكتوب.
6. فقه النوازل والتراث
الكاتب يتحدث عن أهمية الفهم العميق لكل من التراث الإسلامي والمعاصرات. يُظهر كيف أن البعض قد يواجه صعوبات في فهم النوازل الجديدة، بينما يجد آخرون صعوبة في التعامل مع تراث قديم يحتاج إلى مهارات لغوية وعلمية لفهمه.
7. الثقافة المعاصرة ودورها
يؤكد على ضرورة فهم الثقافة المعاصرة وكيف تؤثر على الجيل الجديد. يستشهد بكلام الله حول أهمية معرفة لغة القوم لتكون الرسالة مؤثرة. ويشير إلى علماء مثل ابن تيمية الذين استطاعوا أن يجمعوا بين المعرفة الشرعية والثقافة المعاصرة، مما أعطاهم القدرة على النقد والتأثير.
8. الدعوة والمشاركة الفعالة
في النهاية، يدعو الكاتب إلى أهمية دعم المجاهدين في سبيل الله، سواء بالدعاء أو بالمشاركة الفعلية. يذكر أن عدم المشاركة الفعالة يمكن أن يؤدي إلى فقدان التأثير ويشدد على أن التحفظ على موقف معين لا يعفي الشخص من مسؤولياته كداعية.
خلاصة:
الكاتب يختتم بالتحذير من المخاطر الناتجة عن إلباس العجز جبّة الحكمة، ويدعو إلى الصدق مع النفس في التعامل مع القدرات والمشاركة في الأعمال الدعوية. يدعو إلى الجمع بين العلم الشرعي والثقافة المعاصرة كوسيلة لتحقيق التأثير الإيجابي في المجتمع.
4. فن القراءة الجردية
من وسائل استثمار وقت القراءة، ما يسمى بقراءة الجرد، وهي المطالعة السريعة للكتاب بحثي يلتقط القارئ من خلالها: هيكل الكتاب، وأسئلته الرئيسية، والتصورات العامة للكتاب.
ويحدد من خلال هذا الجرد: ما مدى احتياجه للكتاب؟ ثم أين يقع بالضبط موضع الحاجة منه؟ حتى لا يتورط بصرف قراءة دقيقة تحليلية لكتاب قد يكتشف بعد الانتهاء منه أنه كتاب هش ضيع وقته، أو لا يتلاقى مع احتياجاته. فمثل هذه الأمور لا يستطيع أن يحددها من يبتدئ الكتاب بقراءة دقيقة قبل قراءة الجرد، حيث تمثل قراءة الجرد (قراءة استكشافية مسبقة)، وهذه القراءة السريعة ليست (تصفح عشوائي) بل هي (تصفح منظم).
والقراءة الجردية كانت أحد أهم الأنماط الشائعة للقراءة لدى سلفنا، بجانب أنماط أخرى للقراءة طبعا، كقراءة الضبط والتصحيح والتأمل والحفظ الخ، وأخبارهم في القراءة الجردية منتشرة مبثوثة في كتب التراجم، ولكن بعض أهل العلم نماذج من ذلك، ومن أهم من خصص فصولاً أو استطرادات المقري التلمساني في كتابه: فتح المتعال في مدح النعال، وجمال الدين القاسمي في كتابه: قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث.
ومن نماذج العلماء الذين كانت لهم قراءة بالجرد، (ابن تيمية) والمترجمون لابن تيمية ممن شاهدوه، ذكروا سرعة ابن تيمية في قرائته وكتابته، ووصف الصفدي سرعة كتابة ابن تيمية فقال (وكان ذا قلم يسابق البرق إذا لمع، يملي على المسألة الواحدة ما شاء من رأس القلم، ويكتب الكراسين والثلاثة في قعدة)، وذكر ابن رجب نموذجاً للكتب التي كتبها ابن تيمية بسرعة فقال (قد كتب الحموية في قعدة واحدة، وكتب في بعض الأحيان في اليوم ما يبيض منه مجلد).
وجاء في ترجمة الفيروز آبادي صاحب القاموس، أنه قرأ بدمشق، على ناصر الدين بن جهبل، صحيح مسلم، في ثلاثة أيام، ويقول الزبيدي في ترجمة أبي الحسن علي التوقادي، (أنه قرأ الصحيح في اثني عشر مجلسا) وهذا يؤكد على العنصرين المهمين الطلاقة في المطالعة، وعدم الكلال.
والأخبار والقصص السلفية في هذه التقنية من تقنيات الاطلاع والقراءة كثيرة جداً، وكان الهدف من هذا ذكر نماذج منتخبة من قرون الإسلام، بما يؤكد حضور نمط القراءة الجردية بين أهل العلم، وأنها ليست تقنية طارئة استحدثها المعاصرون.
معظم الأشخاص بل وحتى عدد كبير من القراء الجيدين؛ لا يعرفون أهمية القراءة التصفحية، إنهم يبدؤون الكتاب من الصفحة الأولى، ويتقدمون بجد وثبات حتى آخر الكتاب، وبدون قراءة الفهرس، إنهم في هذه الحالة يواجهون إنجاز هدف المعرفة السطحية للكتب، بنفس الوقت الذي يحاولون به فهمه، وهذا يضاعف صعوبة الكتاب.
ومن أهم الإشكالات التي تطرأ في أذهان بعض القراء هو قولهم: أننا من خلال القراءة السريعة نخشى أن لا نفهم؟!
وهذا غير دقيق، فكثير من الناس يتصور أن البطء في القراءة يثمر دوماً الفهم، وهذا صحيح جزئياً، ولكنه ليس كل شيء، بل هناك مستوى من الفهم لا يمكن إلا بالقراءة السريعة!
ولقد أثبتت التجربة أن التصورات العامة للكتاب ليست موجودة في المفردات بل في الروابط بين المفردات، وهذه الروابط لا تتضح للذهن إلا إذا تم وصلها بسرعة، فأما مع الانفصال الزمني بينها فإن الذهن يشرد.
والهدف من عرض نمط القراءة هذا هو المساهمة في بناء المعرفة والعلم في المجتمع المسلم، وتخيل معي لو أن طالب علم قرر جرد مطولات الاسلام في فترة وجيزة، مثل: الكتب الستة، وتفسير الطبري، وتفسير القرطبي، والتمهيد لابن عبد البر، وفتح الباري لابن حجر، والمغني لابن قدامة، ونهاية المطلب للجويني، ومجموع فتاوى ابن تيمية، وتاريخ الاسلام للذهبي، فماذا سيحصل من: التصورات الشرعية الكلية، ومظان المسائل، وهياكل الفنون، ومواطن الاتفاق والاختلاف؟ّ
بل هل يسمح العمر بقراءة مثل هذه المطولات إلا بنمط القراءة الجردية التي طبقها السلف؟
العمر قصير، ومطولات الإسلام كبيرة، وفيها أمتع ما في الدنيا، وأخشى أن تكون أوقات شباب الإسلام الذين عليهم الرهان تلتهمها مواقع التواصل الاجتماعي، والعلم والثقافة سواعد الدعوات.
من كتاب مسلكيات
خطوات تطبيق القراءة الجردية:
1. تحديد الهدف من القراءة: فهم موضوع معين، مراجة معلومات محددة، ...
2. قراءة الفهرس: من أجل الإطلاع على منهج الكتاب وبنائه الأساسي
3. قراءة المقدمة والخاتمة:
4. قراءة العناوين الرئيسية:
5. قراءة المواضيع التي تخدم الهدف المعين:
فوائد القراءة الجردية:
1. توفير الوقت: يمكنك من استكشاف عدة كتب في وقت قصير.
2. تعزيز الفهم: يساعد في ربط الأفكار بشكل أسرع.
3. توجيه الجهود: يتيح لك تحديد الأجزاء الهامة للقراءة العميقة لاحقًا.
5. التصنيف التحصيلي
قد يتفاجأ الناظ إلى غزارة مخرجات النووي من الكتب المهمة بالرغم مب بدايته المتأخرة في طلب العلم، حيث أن النووي لم يبدأ رحلة التحصيل العلمي حتى بلغ تسعة عشر عاما
"فلما كان عمري تسع عشرة سنة؛ قدم بي والدي إلى دمشق ِفي سنة تسع وأربعّين، فسكنت المدرسة الرواحية"
و بالرغم من كونه بدأ متأخرا إلا أنه بدأ التأليف بعد ستة سنوات من طلب العلم فقط. اذ يقول لتلميذه ابن العطار
"وذكر يحيى -رحمه الله- أنه لم يكن يضيع له وقتًا في ليل أو نهار؛ إلا في وظيفة من الاشتغال بالعلم، حتى في ذهابه في الطرق، كان يشتغل في تكرار محفوظاته أو مطالعة. وأنه بقي على التحصيل على هذا الوجه نحو ست سنين، ثم إنه اشتغل بالتصنيف."
هناك تفسيرات متعددة لتعليل ذلك، لكن من أطرف وأعجب التفسيرات هي تلك التي تعود إلى العالم الإسنوي. عندما تعرض لمؤلفات النووي، طرح تفسيرًا حول قصر عمره، حيث يقول الإسنوي :
" وقوع هذا للشيخ محيي الدين النووي أكثر، وذلك أنه لما تأهل للنظر والتحصيل، رأى من المسارعة إلى الخيرات أن جعل ما يحصله، ويقف عليه تصنيفًا، ينتفع به الناظر فيه، فجعل تصنيفه تحصيلًا، وتحصيله تصنيفًا... ولوَلا ذلك لم يتيسر له من التصانيف ما تيسر، فإنه رحمه الله دخل دمشق للاشتغال وهو ابن ثمانية عشرة سنة، ومات ولم يستكمل ستة أربعين."
ومعنى ذلك أن تقييداته أثناء طلب العلم يجعلها في صيغة مؤلفات. ولم يكون النووي سباقا لهذا المنهج "التصنيف التحصيلي" بل سبقه إليه عدد كبير من العلماء مثل حافظ الدنيا ي عصره
الخطيب البغدادي (ت 463ه) عن أشياخه، ذلك أن الخطيب تحدث
عن أهمية التأليف، ثم نقل عبارة تحث على تحويل الكتابة الشخصية إلى كتابة تصنيفية، يقول الخطيب: "ينبغي أن يفرغ المصنف للتصنيف قلبه، ويجمع له همه، ويقطع به وقته، وكان بعض شيوخنا يقول <من أراد الفائدة فليكسر قلم النسخ وليأخذ قلم التخريج>"
Comments
Post a Comment